s3edy7or


مدونة صعيدى حر

( s3edy 7or )

الخميس، 16 فبراير 2012

محمد فوزى: قلت للضابط «أنا أعرفك».. فقال: هاخليك تحصَّل صاحبك «الشهيد» !!!







فى جمعة «الرحيل»، التى تلت مذبحة بورسعيد، كان محمد فوزى، كعادته، فى الميدان، يدافع عن حق الشهداء. ومع اقتراب عقارب الساعة من الثامنة مساء كان محمد يحمل بيانا، يطالب بتطهير ماسبيرو، خارجا من الميدان بصحبة أصدقائه، لتوزيعه فى الشارع، ولكنه بدلا من أن يقابل الناس ليعطيهم البيان، قابل، فى زاوية مظلمة على ناصية شارعى شامبليون ومحمود بسيونى، فرقة من البلطجية تحمل على ظهورها توقيع «وزارة الداخلية».
الفرق، التى اعتادت الوزارة إرسالها، لخطف المتظاهرين ليوم أو يومين، كانت مختلفة هذه المرة، فهدفها كان القتل، الذى ما زال محمد، بعد تعرضه للضرب المبرح والاحتجاز على أيديهم، يعانى محاولاته المستمرة ضده، حيث ما زالت حياته تتعرض للخطر حتى الآن، ولعل هذه السطور تكون بداية لتكوين درع لحمايته، وغيره كثيرين.
محمد يحكى تجربته معهم قائلا «جاؤوا من خلفى.. لم أعرف عددهم.. لكنى فوجئت بهم يكبلوننى ويلقوننى على الأرض لتبدأ حفلة الضرب.. بينهم لمحت وجه ضابط رأيته فى أحداث محمد محمود، والتقيته صدفة ذات مرة فى شارع هدى شعراوى، قلت له «أنا عارفك انت أحمد رشاد وكنت فى محمد محمود»، فضربنى بركبته فى صدرى وقال «بقى انت يله بقى ثورجى وراجل.. أنا هخليك تحصل صاحبك».
صديق محمد، هو رامى الشرقاوى، أحد شهداء أحداث مجلس الوزراء، الذى قتلته رصاصات العسكر، الذى كان استشهاده دافعا ليستمر محمد فى الميدان.
فرقة الخطف حملت محمد، وهو معصوب العينين، وأودعوه، فى البداية، بغرفة بنقطة شرطة الجزيرة، تعرض خلالها للضرب لمدة ساعة، ثم نقل إلى مكان آخر، يعتقد أنه وزارة الداخلية، بميدان لاظوغلى، حيث أزالوا غمامته، ليجد نفسه داخل زنزانة فردية، بها آثار مياه تم إلقاؤها على زائر سابق. حيث تم تعليقه فى قطعة حديد مثبتة بسقف الغرفة، وهو مكبل، وبدأت حفلة الضرب، التى دخل بعدها مكتبا مفروشا، ليتم استجوابه، وليوقع على ورقتين، تحت تأثير الضرب الشديد، وهو معصوب العينين.. المحطة الثانية كانت بقسم قصر النيل، الذى يفتخر أفراده أمام محمد أنه القسم الوحيد اللى إيدين «أوساخ الثورة» لم تصل إليه، فى جمعة الغضب، أما هو فيصفه بـ«جوانتانامو» لقسوة ما رآه داخله. بعد خروجه من القسم تم اصطحابه إلى ثكنة عسكرية بالمقطم، واللقاء كان مع قاضٍ عسكرى نظر فى ورق أمامه، وظل يسأله «انت ليه عايز عصيان؟ انت يرضيك حال البلد يقف؟ انتو مين بيفهمكو الكلام ده، انتو مش عايزين مصلحة مصر؟»
لم ير محمد الشمس مجددا، إلا وهو فى طريقه إلى مقر نيابة عابدين، لكنها كانت شمس وهمية انطفأت مع ضحكة وكيل النيابة الساخرة، عندما طالبه محمد بتوثيق آثار الضرب على جسمه، فرفض ونظر للمحضر، وبدأ سكرتير النيابة الكتابة بشكل أوتوماتيكى، ولكن محمد قرأ بعض السطور «اتهامات بقلب نظام الحكم والتحريض على التخريب»، حسب قوله.
الحظ ابتسم له، بلقائه محاميا شابا عرف قصته سريعا، فهمس بأن يطلب له الذهاب إلى الحمام، وهناك التقط له صورا تظهر آثار التعذيب، وأعطاه رقم تليفون أحد أصدقائه، ليتم رفع هذه الصور على «فيسبوك»، بنفس توقيت خطفه، حتى لا يتم اتهامه بعد ذلك، وكالعادة، بـ«الفبركة».
فى اليوم الرابع، ذهب مجددا إلى نيابة عابدين، لكن هذه المرة أمام قاضى تحقيقات، ليجد أخيرا من يسمعه. سمع المحقق محمد وهو يحدث والدته ويقول لها «ماتنزليش تدورى عليا فى التحرير أنا بخير قاعد يومين باعمل شغل جديد مع واحد صاحبى». سجل أقواله وأعطاه قرار إخلاء سبيل.

هناك تعليق واحد: